علميه السلوك الحسن

علميه السلوك الحسن
==============

صباح الخير ..، شكراً ..، من فضلك...، لو سمحت..، كم من مرة ترددين هذه الجمل على مسامع ولدك ليكتسبها؟ ولكن، هل حان الوقت لتعليمه اللباقات والعادات الحسنة؟ وهل بدأت بإعطائه دروساً عملية في الأخلاق وسلوكها؟

تعتقدين ان ليس هناك من داع لتعليم ولدك التصرف بشكل لائق، والتحلّي بالأخلاق الحسنة، لانها سوف تنتقل اليه بشكل غريزي، ولكن هذا غير صحيح، بل عليك ان تحذري لكي لا تتفاجئي لاحقاً، واعلمي ان العادات والقيم واللباقات لا تنتقل بالغريزة ابداً، بل بتلقينه إياها، ولكن.. هل يكون الصراخ اثناء مخاطبته، أو عدم استخدام الألفاظ الجارحة، أو نعته بالصفات السلبية، ضرورة لابد منها؟! أم تحاولين احياناً ابتكار مفاهيم جديدة أكثر نفعاً؟
ويبقى السؤال، لماذا كل ذلك؟ وكيف يمكن فعله؟

كيفية اكتسابه الأخلاق

يكتسب الولد العادات بشكل مباشر بالمحاكاة والتقليد، ويجب أن تتحليا أنت ووالده بالصبر، لتعليمه ما يفتقده من آداب التصرف والكلام، وأولى مراحل تعليم الأخلاق تكمن في كيفية التفريق بين الصواب والخطأ، ولم يجمع علماء النفس على طريقة واحدة لتعليم الولد السلوك الأخلاق القويم، ولكنهم أكدوا ضرورة استخدام اسلوب الترغيب، ويستحسن الابتعاد عن اعطاء الأوامر بصيغة الأمر المباشر، بل اعتماد الشرح والاقناع، فمن السهل أن يخالف ولدك امرأ مباشراً، ولكن من الصعب أن يتصرف تصرفاً غير مقتنع به، وانتبهي الى انه يراقبك أنت ووالده ويقلّدكما ويكتسب عاداتكما، الإيجابية منهما والسلبية، من دون أن يفكر في مدى صحتها، ولا تستغربي اذا واجهك بالرفض، ولا تتوقعي ان يتصرف الصغار كالكبار الناضجين، ولا تنتظري اي تبرير لأي سلوك منه.
إذاً، لا تترددي في تعليمه الأخلاق مع إختيار الوقت المناسب منذ بدئه بالنطق، ويجب ان تبذلي الجهود لتعويده على التلفظ بالعبارات اللائقة، والتصرّف بسلوك جيد.

تثبيت القيم

يعتبر الأهل العمود الفقري لأولادهم، وتمسكهم بالقواعد والقيم والسلوكيات الحسنة يلعب دوراً في تثبيت العادات لديهم، والولد يطيع عندما يحب ويعصي ويخالف عندما يكره، ويجب أن يفهم ولدك بأن اتباع الأخلاق والنظام لا يكون لذاته وإنما لتحقيق الراحة للشخص نفسه ولمجتمعه، ومن الطبيعي ان يرفض ولدك بعض العادات والتقاليد، خصوصاً عندما يمر ببعض الإختبارات التي تجبره على مواجهة بعض المواقف التي تساعد في غرز المفاهيم والقيم لديه وتساعد في تكوين شخصيته، وسيكتشف بنفسه مساوىء عدم تطبيق قواعد الأخلاق على طريقته، وكلّما كانت الأمور واقعية من حوله كلّما كانت محببة ومقبولة لديه، ويقل إحتمال نفوره منها.
لذا تجنبي وضع الحواجز امامه، واجباره على التمثل بالقيم دائماً، فأحياناً يقابل افراداً ينفر منهم أو يخيفونه، فيقع في فخ التلعثم والإرتباك، مما يؤدي الى صدور بعض السلوكيات غير اللائقة منه.

ما يجب تعليمه للولد وفي اي عمر!

يجب على الأم ان تأخذ بعين الإعتبار دورها كمثل وقدوة حسن لولدها، وعليها أن تعلم بأنه يدرك بسرعة ما يمكنه فعله او المسموح له فعله، حتى ولو لم يفهم السبب، لذا لا يمكن ان تبدأي بتعليمه استخدام العبارات المهذبة والسلوكيات اللائقة والقواعد الأخلاقية بشكل واضح قبل ان يبدأ بالنطق.

وتنبهي لمستوى وقدرة استيعابه، واحذري مما تطلبينه منه، واستعيني باستخدام اسلوب سهل ولبق اثناء تعليمه. اطلبي منه أن يقوم بواجباته الاجتماعية، كأن يلقي التحية اذا دخل إلى مكان عام، وان يبادر بالسلام على اقاربه، ولم لم يكن يحبهم، واقنعيه بأن هذا الفعل هو جزء من العادات والقيم والسلوكيات التي لا يمكن تجاهلها، وبعد قيامه بواجبه اسمحي له بالخروج اسمحي له بالخروج او الابتعاد عمن لا يرغب فيهم.
وكوني واقعية وعادلة في تصرفاتك معه، ولا تجبريه على فعل شيء لا يرغب فيه، خصوصاً إذا كنت في اماكن عامة أو مع الأقرباء، لأن ذلك سوف يظهر واضحاً إلى العلن، ولا تتوقفي عن القول له بأن الولد الذي يكمل واجباته ويحترم الموجودين ويتصرف بشكل لائق سيقال عنه بأنه مهذب وسليم المنشأ، وغالباً ما سيصبح محبوباً، واطلبي منه ان يكون لبقاً ومرناً.

التصادم مع الراشدين غير اللائقين

في بعض الأوقات، وفي مواقف معينة، يتواجه ولدك مع اشخاص غير سويين، حيث يبادرهم بالتحية وإلقاء السلام عليهم فلا يلقى رداً، فيسرع إليك ليخبرك عمّا حصل معه وتلاحظين تضارباً قد حصل في افكاره وما تعلمه منك وكيف بودر، وينعت الاشخاص بأنهم غير مهذبين، فتختارين في ما يجب عليك فعله في مثل هذه الحال، فلا تتركيه محتاراً من غير جواب، بل يفضل ان تقولي له بأنك تتفهمين موقفه وخيبة أمله، واوضحي له الموقف، كأن تقولي له: كما ان هناك اولادا مختلفين في أطباعهم وتتفاوت لباقاتهم وسلوكياتهم كذلك الكبار، ولكن على كل فرد أن يمثل نفسه ويكون مهذباً ولبقاً ومستوعباً لجميع المواقف من اجل نفسه قبل الآخرين، فرضا الذات أهم من رضا الآخرين.

تفهمي الموقف وامنعي تفاقمه

عندما يقوم ولدك بتصرّف غير لائق، كأن يصرخ، أو يتبول في ثيابه، أو يقوم بسلوكيات متطرفة، وغير سوية، مما تخجلين من الأمر، خصوصاً اذا كان لديك ضيوف أو أقارب في المنزل، فتشعرين بالقلق من ردود الفعل عليك وعلى ولدك، فتتوتران معاً، ولكن، في جميع الأحوال عليك تدارك الموقف. كيف؟!

امنعي ان يترك ما حصل اثراً سلبياً عليك وعليه، وتجنبي اخذه من مكانه بشكل مباشر ولافت، واعتذري من الموجودين، كأن تقولي مثلاً انك ستحضرين اليه دمية من الداخل، وخذيه بشكل عفوي ولا تؤنبيه امام الحاضرين، فهذا سيساعد على التخفيف من حدة الموقف من دون ان تحرجي ولدك ونفسك.

تضارب العادات بين جيل وآخر

تتضارب العادات والتقاليد بين الأشخاص من جيل إلى آخر، وكذلك بين جيل الأمهات والجدات، فهنا يقع الولد بين ما تطلبه منه جدته وبين ما تريده والدته، فلا تكثري من الضغط عليه، فولدك سيدرك شيئاً فشيئاً ما ترغبين فيه، ولو احتار في المفارقات والتناقضات، ولكن تبقى الأخلاق والسلوكيات الحميدة واحدة وبكل بساطة، اشرحي له ذلك قبل ان يبدأ بالسؤال، وتقاسمي معارفك معه، وخففي من التعارض بين القيم التي يراها متناقضة، واطلبي منه ان يتدارك الأمور، واكسبي مشاعره وعواطفه بالكلمة الطيبة، واسمحي له بالتعبير عن رأيه وإتاحة الفرص له لإثبات ذاته وجعله يتقبل ما يتناسب معه، وتحدثي بشكل صريح وواضح بعيداً عن التكلف.

مشكوررر
يعطك الف عافية